رئيس التحرير : مشعل العريفي
 مشعل السديري
مشعل السديري

عندما أصابتني اللوثة العقلية

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

اتصلت بي إحداهن معاتبة وزعلانة ­ ولا أدري من أين حصلت هي على رقمي٬ وقالت لي بما معناه: لماذا أنت أحياًنا تأتي لنا بأخبار ملفقة٬ ونماذج من البشر مشوهة؟! وأنت بذلك (على بالك) تعتقد أنك تجلب لنا المسّرة٬ في حين أنك بكل صفاقة تجيب لنا الغم و(الكفية) – حسب تعبيرها ­٬ ولا أدري إلى الآن ما هي الكفية. وبقدر ما كانت نبرة صوتها عالية ومحشرجة وكأن معها (بلغم)٬ بقدر ما أصبت أنا بالإحباط من صراحتها وصدقها كذلك٬ فأردت أن ألطف الجو٬ فقلت لها ضاحًكا ومازًحا: هوني عليك يا أمة الله. فارتفع صوتها أكثر إلى درجة أنني أبعدت التليفون عن أذني عندما سمعتها وهي تصرخ قائلة: بلا أمة بلا بطيخ٬ هل أنت بكلامك هذا تريد أن تأكل بعقلي حلاوة؟! فقلت لها: معاذ الله أن آكل بعقلك حلاوة أو حتى (علكة). فجاوبتني سريًعا وهي تقول: الحقيقة أنك ما تستحي٬ احترم نفسك يا (.....). عندها تيقنت أن تلك (الولّية) تريد أن تجر (معايا الشكل)٬ أو أنها مدفوعة لأمر ما غير بريء٬ حاولت بكل أدب أن أعتذر منها عن خطأ لم أرتكبه أساًسا٬ وذلك لكي أهرب منها وأنهي المكالمة٬ غير أنها ما إن سمعت اعتذاري حتى زادت (بلعلعتها) أكثر. ومن حسن حظي أن تليفوني الثابت أخذ يرن في تلك اللحظة٬ فما كان مني إلاّ أن أغلق في وجهها (الموبايل) وأنا أتشهد. ومع ذلك استمرت تلك (الولّية الغجرية) لا تتعب من الاتصال المحموم بتليفوني إلى أن ينقطع الإرسال٬ فما كان مني إلا أن أغلقه نهائًيا٬ بل إنه من شّدة غضبي أخرجت منه (الشريحة) ورميت بها في صندوق الزبالة٬ وعقدت العزم على أن أستحدث من الغد رقما جديدا٬ وكان الله بعوني. ومن غلبي حكيت لمن أتوسم به الفهم٬ عن قراري المصيري هذا٬ فقال لي دون أية مجاملة: الواقع أنني لم أعلم أنك بهذه الدرجة من الحماقة والسذاجة حتى تقدم على مثل هذا الفعل٬ ثم سألني: هل تعرف رقم تليفون تلك المرأة؟!٬ قلت له: نعم٬ فالرقم مخزن (بالموبايل)٬ قال: أعطني إياه لكي أخرجه وأقدم بها شكوى٬ قلت له: إنه دون شريحة٬ سألني: أين هي؟!٬ قلت له: رميتها في صندوق الزبالة٬ قال: هاتها سريًعا٬ وركضت للصندوق فوجدت عاملتي المنزلية قد أخرجته للتو تريد أن ترمي كل ما فيه بالحاوية الكبيرة في الشارع٬ فانتزعته من يدها٬ وأخذت أبعثر كل ما فيه على الأرض حتى وجدت الشريحة٬ وانطلقت بها ركًضا إلى ذلك الفهيم٬ فيما وقفت العاملة المسكينة متسمرة تضرب كًفا بكف٬ معتقدة أن لوثه عقلية قد أصابتني. نقلا عن الشرق الاوسط

آخر تعليق

لا يوجد تعليقات

arrow up